حذر الدكتور ميسرة طاهر الاستشاري النفسي والأسري في جامعة الملك عبد العزيز في جدة (على شاشات التلفاز حيث يكون ضيفاً على بعض البرامج الأسرية والاستشارية النفسية ومقدماً لبعض منها)، الوالدين من التهجم على الأبناء بالكلمات غير المناسبة والفاقدة لأبسط معاني الحب، معتبراً أن هذا سلوك خاطئ يجب تجنبه وقد يقود إلى فقدان الجو العائلي المليء بالمحبة، خاصة أن الأبناء يتأثرون كثيراً بالجو المحيط بهم وهو الجو الأسري.
وكشف الدكتور ميسرة في لقاء مفتوح حول (الحب العائلي) نظمته مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية عن أسس وأبجديات تنمية الحب داخل العائلة الواحدة، مستغرباً من عدم مناداة الوالدين أبنائهم بأحب الأسماء إليهم وأرقها ومن عدم إعطائهم الابتسامة وحرمانهم من الشعور بحبهم إليهم في حين تجد أعذب الكلمات تذهب للأصدقاء والأقرباء.
وأوضح الدكتور ميسرة أن لـ(الحب العائلي) ركائز أساسية يجب أن يبنى عليها، والتي تشبه ريشة الرسام، "إمّا أن يرسمها بالأسود أو يرسمها بألوان جميلة، أي أن الكلمات التي نريد أن نقولها لأطفالنا إمّا أن تكون خيّرة وإلاّ فلا"، مبيناً أن نظرة الحب تتمثل في أن تجعل عينيك في عيني طفلك مع ابتسامة خفيفة وتتمتم بصوت غير مسموع بكلمة (أحبك)، وأن النظرة بهذه الطريقة لها أثر ونتائج جيدة، إلى جانب الحرص على حضور الأسرة مجتمعة على سفرة واحدة، وعدم تناول الطعام أمام التلفاز، كي يحصل بين أفراد الأسرة نوع من التفاعل وتبادل وجهات النظر أثناء تناول الطعام.
وأضاف الاستشاري النفسي والأسري الدكتور ميسرة أن الآباء عليهم أن يحرصوا على وضع بعض اللقيمات في أفواه أطفالهم وتسمى لقمة الحب، مع ملاحظة أن المراهقين قد يشعرون بأن هذا الأمر غير مقبول، فإذا أبى الابن أن تضع اللقمة في فمه فل تضعها في ملعقته أو في صحنه، وينبغي أن يضعها وينظر إليه نظرة حب مع ابتسامة وكلمة جميلة، لمسة الحب بحيث يكون حديثك مع الابن بلمسة حنان ودفء ولا تكون متباعدة والمس على الكتف أو الرأس أو الركبة.
وتابع الدكتور ميسرة أن دثار الحب أن تأتي إلى الابن في غرفته وتقبله وهو نائم وبهذا التصرف يكون القرب للابن بالجسد والقلب وهي ضمّة الحب التي لا تقل أهمية عن الأكل والشرب كلما أخذت منه فستظل محتاجاً له، بالإضافة إلى قبلة الحب وهي أن تقبّل ابنك فهي من تعابير الرحمة.
وطالبالدكتور ميسرة الحضور بأهمية الأخذ بهذه الممارسات والعمل بها لنمو (شجرة الحب العائلي) والعيش في جو أسري محاط بمعاني الحب الأصيل.
يقول الدكتور ميسرة (وسائل التربية بالحب) أو (لغة الحب) أو (أبجديات الحب) هي ثمانية ..
1- كلمة الحب ،،،،
2- نظرة الحب ،،،،
3- لقمة الحب ،،،،
4- لمسة الحب ،،،،
5- دثار الحب ،،،،
6- ضمّة الحب ،،،،
7- قبلة الحب ،،،،
8- بسمة الحب ،،،،
الأولى: كلمة الحب
كم كلمة حب نقولها لأبنائنا(في دراسة تقول أن الفرد إلى أن يصل إلى عمر المراهقة يكون قد سمع مالا يقل عن ستة عشر ألف كلمة سيئة ولكنه لا يسمع إلاّ بضع مئات كلمة حسنة) إن الصور التي يرسمها الطفل في ذهنه عن نفسه هي أحد نتائج الكلام الذي يسمعه، وكأن الكلمة هي ريشة رسّام إمّا أن يرسمها بالأسود أو يرسمها بألوان جميلة. فالكلمات التي نريد أن نقولها لأطفالنا إمّا أن تكون خيّرة وإلا فلا. بعض الآباء يكون كلامه لأبنائه (حط من القيمة، تشنيع، استهزاء بخلقة الله) ونتج عن هذا لدى الأبناء [انطواء، عدوانية، مخاوف، عدم ثقة بالنفس]
الثانية: نظرة الحب
اجعل عينيك في عين طفلك مع
ابتسامة خفيفة وتمتم بصوت غير مسموع بكلمة (أحبك يا فلان) 3 أو 5 أو 10 مرات، فإذا وجدت استهجان واستغراب من ابنك وقال ماذا تفعل يا أبي فليكن جوابك {اشتقت لك يا فلان} فالنظرة وهذه الطريقة لها أثر ونتائج غير عادية
الثالثة: لقمة الحب
لا
تتم هذه الوسيلة إلاّ والأسرة مجتمعون على سفرة واحدة [ نصيحة .. على الأسرة ألاّ يضعوا وجبات الطعام في غرفة التلفاز ] حتى يحصل بين أفراد الأسرة نوع من التفاعل وتبادل وجهات النظر . وأثناء تناول الطعام ليحرص الآباء على وضع بعض اللقيمات في أفواه أطفالهم . [مع ملاحظة أن المراهقين ومن هم في سن الخامس والسادس الابتدائي فما فوق سيشعرون أن هذا الأمر غير مقبول] فإذا أبى الابن أن تضع اللقمة في فمه فلتضعها في ملعقته أو في صحنه أمامه ، وينبغي أن يضعها وينظر إليه نظرة حب مع ابتسامة وكلمة جميلة وصوت منخفض (ولدي والله اشتهي أن أضع لك هذه اللقمة ، هذا عربون حب ياحبيبي) بعد هذا سيقبلها
الرابعة : لمسة الحب
يقول د. ميسرة: أنصح
الآباء و الأمهات أن يكثروا من قضايا اللمس. ليس من الحكمة إذا أتى الأب ليحدث ابنه أن يكون وهو على كرسين متقابلين، يُفضل أن يكون بجانبه وأن تكون يد الأب على كتف ابنه (اليد اليمنى على الكتف الأيمن). ثم ذكر الدكتور طريقة استقبال النبي لمحدثه فيقول: {كان النبي صلى الله عليه وسلم يلصق ركبتيه بركبة محدثه وكان يضع يديه على فخذيْ محدثه ويقبل عليه بكله}. وقد ثبت الآن أن مجرد اللمس يجعل الإحساس بالود وبدفء العلاقة يرتفع إلى أعلى الدرجات. فإذا أردتُ أن أحدث ابني أو أنصحه فلا نجلس في مكانين متباعدين.. لأنه إذا جلستُ في مكان بعيد عنه فإني سأضطر لرفع صوتي [ورفعة الصوت ستنفره مني] وأربتُ على المنطقة التي فوق الركبة مباشرة إذا كان الولد ذكراً أمّا إذا كانت أنثى فأربتُ على كتفها، وأمسك يدها بحنان. ويضع الأب رأس ابنه على كتفه ليحس بالقرب و الأمن والرحمة، ويقول الأب أنا معك أنا سأغفر لك ما أخطأتَ فيه
الخامسة: دثار الحب
ليفعل هذا الأب أو الأم كل ليلة... إذا نام
الابن فتعال إليه أيها الأب وقبّـله وسيحس هو بك بسبب لحيتك التي داعبت وجهه فإذا فتح عين وأبقى الأخرى مغمضة وقال مثلاً: (أنت جيت يا بابا)؟؟ فقل له (إيوه جيت ياحبيبي) وغطيه بلحافه في هذا المشهد سيكون الابن في مرحلة اللاوعي أي بين اليقظة والمنام، وسيترسخ هذا المشهد في عقله وعندما يصحو من الغد سيتذكر أن أباه أتاه بالأمس وفعل وفعل بهذا الفعل ستقرب المسافة بين الآباء و الأبناء.. يجب أن نكون قريبين منهم بأجسادنا وقلوبنا
السادسة: ضمّة الحب
لا تبخلوا على أولادكم بهذه
الضمّة، فالحاجة إلى الضمّة كالحاجة إلى الطعام والشراب والهواء كلما أخذتَ منه فستظلُ محتاجاً له
السابعة: قبلة الحب
قبّل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أحد سبطيه
إمّا (الحسن "ع") أو (الحسين "ع") فرآه الأقرع بن حابس فقال: أتقبلون صبيانكم؟!! والله إن لي عشرة من الولد ما قبلتُ واحداً منهم!! فقال له رسول الله أوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك أيها الآباء إن القبلة للابن هي واحد من تعابير الرحمة، نعم الرحمة التي ركّز عليها القرآن وقال الله عنها سرٌ لجذب الناس إلى المعتقد،، وحينما تُفقد هذه الرحمة من سلوكنا مع أبنائنا فنحن أبعدنا أبناءنا عنا سواءً أكنا أفراداً أو دعاة لمعتقد وهو الإسلام
الثامنة: بسمة الحب
ولا داعي لتوضيح معنى أو كيفية الابتسامة.
هذه وسائل الحب من يمارسها يكسب محبة من يتعامل معهم وبعض الآباء و الأمهات إذا نُصحوا بذلك قالوا (إحنا ما تعودنا) سبحان الله وهل ما أعتدنا عليه هو قرآن منزل لا نغيره
وهذه الوسائل هي ماء تنمو به نبتة الحب من داخل القلوب، فإذا أردنا أن يبرنا أبناءنا فلنبرهم ولنحين إليهم، مع العلم أن الحب ليس التغاضي عن الأخطاء.
حقاً إنها كلمات جوهرية نفيسة مطعمة بالأدب الإسلامي الرفيع.
’,منقول من جريدة اليوم,’
!..موفقين لكل خير جميعكم..!