خيالات الجنون
اركب الريح كفارس هب شوقه مسرعاً يحمل معه حنيناً... وانطلق في كل الاتجاهات
.. امضي إليك قدماً .. أسابق ظلي .. أسابق خطى أقدامي .. واعدو بدرب أحلامي ..
والخوف من أن لا أجدك يهدد أملي .. وكلما قطعت شوطاً من مسير ليلة .. حطت
النجوم علامة عند كل مرسى ختم العقرب فيه ساعته ..
وبقيت امشي وحيداً متعبا من طول المسير .. والشوق يدفعني نحوك .. و أنا كلما
خطوت كدت أقع .. مشيت ونسيت التاريخ خلفي .. مشيت وتهت يا سيدتي في خارطة حبك
.. مشيت وكلي أمل أن أجدك .. مشيت ومشيت .. حتى أدركت أني ألاحق في الماضي ذكرى
.. وسنين لهفتي أنستني أني امشي في نسيان ذاكرتي ..
امشي كالمجانين خلف ماض أوصد القدر أبوابه .. ووقفت على أطلال وحدتي بعد أن
أفقت من غفوتي .. وعم هدوء طويل وأنا سارح في روحي التي تلعب وتلهو بينما أقف
أنا عند مفترق الحقيقة المرة .. يا ليل اسكن فيك هائماً وأفيق قمراً مستنيراً ..
تحيط بي نجوم ظننتها عاشقات .. وفجر شمس لما أشرق .. أدركت حقيقة الليل الراحل
بذاكرتي .. يلملم أنواره الخافتة .. ليحل مكانه الضوء الحقيقي .. وأبصر الواقع
الموجود من حولي بأني لست عاشقاً .. ولست في هذه الدنيا سوى إنسان
رحل فؤاده مع من أحب .. وترك عقلاً خبأ فيه خيالات الجنون ..
جراح عاشق
ماذا بعد يا قدر ..؟؟
كل العذاب قد ذقته فماذا بعد ياقدر ..؟؟
ماذا يحل بهالك بعد كل هذا الضرر..؟؟
اجتثثت روحي ورميت
جسدي المنهك بين أشواك الأيام ...
هذه الحياة لم تعد حياة ...
بل أضحت جحيم لا يحتمل ...
ذهبت الليالي لمجد الأعالي
وبقيت مع ألآمي أعاني ...
عدت احمل الماضي الذي
أهلكني وما عدت قادراً على حمله
عدت اعزف لحن مرار الحياة ..
نواح على عمر يمضي ...
وأغني لأحزاني قبل أن تنام في أضلعي
فتسكن حيرتي وتبرد حسرتي ...
كل الأيام ولت دون الحب ...
كلها مرت برفقة الأحزان ..
حبيبتي اعذريني .. سامحيني ..
لم اعد قادراً على عذابك
.. لن احتمل أكثر .
حرريني منك ... أبعديني عنك ...
لا أستطيع أن أبقى مغرما
بك والشوق يحرقني ...
فمصابي بك حنين وانين .. وذكريات
الماضي الحزين .. عمري الذي مر ..
مر من دون السنين ...
لم يفهم الوقت ولم يكن قبل حين ...
سلام حبيب .. سلام
الفراق قد حان ... سلام الهجر والبعد والأحزان ...
سلام الغرام للذكرى في عالم النسيان ..
فأنا عاشق ... الأحزان تعشقه ... والآلام تعرفه ...
والآهات تقتله ..
حب أضاعه الزمن .. حب عاقبه القدر .. على غير ذنب .!!
فقط ليحزنه .. والآمال تخذله.. إبداعات الفشل ..
اليأس يسطره ..كم من الشجن ...
ما أحلاك يا عذاب .. عذب الجراح .. حلو الألم ..
أجدك في عيوني سيل من الدموع ..
واسمع صوتك صراخ في الأعماق ...
أجدك في كل الأيام رفيق
عمري .. تهديني كل يوم
أجمل حزن .. أجمل يأس .. أجمل انتظار ....
أهديكم هذه الكلمات كما واهديها إلى الأخ عصام جاد الله
المعجزة
تمر الأيام بل السنين مسرعة .. وتتغير الآراء والأفكار
وتتغير الحياة في كل عصر .. حتى يجد الواحد منا
نفسه في زحمة الوقت القصير ..
وبين زمن وأخر تنسى كلمات وتولد بأشكال جديدة ..
حتى أن عصر الأدباء
لم يعد له ذكر في عصر الإعلانات والتكنولوجيا الحديثة ..
تحول ما في الوجود إلى وسيلة لإشباع رغبات
النفس الإنسانية ..
ولم يعد يلتفت إلى جماله وإبداع ما فيه إلا القليل القليل ..
وسط كل هذه الأمور ومستلزمات الحياة ..
أضع كف كلماتي بكف كلمات الأصدقاء ..
لتتصافح المعاني وتجتمع في بيت من القصيدة
.. ونبحر في أشعارنا لندق ناقوس النسيان ..
ونقتحم عصرا جديدا افترق فيه الخلان ..
لنلتقي من جديد..على إشراقه شمس ..
أو فرقد بعيد .. لنزرع الأمل في علاقات من الصداقة ..
باتت من أروع المعجزات
رغم الغربة وطول المسافات ...
أكتب هذه الكلمات في الذكرى الثانية لانطلاقة الانتفاضة
وهي نفسها الذكرى الثانية لاستشهاد ابن عمتي محمد تمام
الجيل الأول
من شهداء انتفاضة الأقصى
كم كان محزنا أن ترحل دون أن تودعنا , لم تودع حتى أصدقائك
رحلت فجأة دون أن يعرف الجميع انك قد رحلت
رحلت وأنت لازلت تحمل في يديك المقلاع والحجر
كنت منسياً بين البنيان .. ولم ينتبه إليك احد
فقد طال المسير في تلك الملحمة التي سقطت فيها شهيدا
تلك المعركة التي دارت بين جيش من الحديد وأطفال يرمون الحجارة..
بين دبابات ومجنزرات داست جماجم من سقطوا شهداء قبلك
وبين صدور كتب عليها من هنا نصعد إلى السماء ..
مر عامان ونحن نعتصر الآلام فكم مرة كنت ستسقط
شهيدا لو عدت للحياة ؟..
لو رأيت ما رأينا من قسوة القيد في أيدينا حديد صدأ ويدمينا ..
وجلاجل في الأقدام لا توقفنا وترمينا ..
وطائرات تحوم في الأفاق تقصف القلوب وتخطف الأبصار
فتشقينا..
سألتك بالله كم مر عابر على لحدك وتمنى مكانك ولكن الصبر كل ما لدينا..
وجرت مجازر من بعدك وأحداث أبكت الأجنة في بطون امهاتها
وما تحرك في العالم ضمير لينصرنا ..
ووقفنا على أشلاء من ركبوا المجد في رحلة الخلود إلى الأعلى ننظر ونتأمل ..
بطولات هزت مضاجع المتآمرين واضحي المحتل فيها حائرا ..
وسيبقى كذلك ما دام هناك مقاوما ثائرا ..
وستبقى في ذاكرة كل من سيمضي على دربك مجاهدا..
الرحيل
رحل العمر وجاوز الحياة عبر جسر العذاب إلى عذاب ,
رحل الشوق وجاوز بناره كل
الحدود إلى فراق وهجران ,
رحلت الدنيا وما بقي فيها من سعادة سوى الألم ,
رحلت حياتي ورحلت معها سعادتي دون وداعي أو علم مني .
رحلت وما تركت لي رسالة ولا غنت لي قبل رحيلها .
إلى أين أيتها الدنيا وهذه الليلي أبكتني دموع وماسي ,
إلى أين ترحلين دون أحلامي وآمالي,
تخليت بالرحيل عن الهوى والغرام .
إلى أين أيها القدر تهجر الديار وتبقي في فؤادي الحسرات .
وعثرات ليس مثلها في طريقي عثرات .
انتهى الدرب إلى لا درب ولا رجوع عنه ,
فأي زمان يبقيني في مكاني ,
لا صباح ولا مساء , لا ليل ولا نهار ,
انتظرت فيه طويلا طويلا ,
فأي حياة دون الحياة فيها نكبر ,
وأي عيش يطيب لنا دون من نحب .
رحل الجميع , كلهم على نفس الدرب مروا
ولم يلتفت أحد إلى الوراء , فقط ذهبوا ,
رحل الجميع ولازلت انتظر ,
لازلت انتظر ... الرحيل!! .
أنتِ الحب
حبيبتي ... لقد غيرت حياتي وأدخلتني في عالم فتح لي أوسع أبوابه
لأعيش فيه حيرانا.
فمنذ رأيتك ولدت من جديد , وغدوت طفلا بين يديك بريء ,
وأخذت أفكر بجنون بسبب بعدي عنك .
حبيبتي... لقد اشتد اشتياقي لك
حتى تمنيت أن أكون تلك المرآة التي تنظرين إليها
أو ذلك الخاتم الذي لا يفارق إصبعك ..
كم تمنيت أن أكون قربك
وأحضنك و أضمك بين اذرعي ..
اقبل يديك والمس وجهك .
ليتني الشمس التي تراك في النهار
والنجوم التي تراك في الليل ..
ما أصعب البعد والفراق وكم اكرهما ..
لكم تمنيت أن تسقني يديك الحنونتين شربة ماء
تعطيني السكينة وتغمرني بمشاعرك الرقيقة ..
لكم تمنيت أن اخلد في تأملاتي و أنا أرى أنوثتك
وهي اجمل ما يملأ فكري ,
عندما أراك وارى حركاتك اشعر انك تكملين ذاتي
ونقص طالما بحثت عنه طوال سنين ..
وجدانك هو ذاتي وأنا اسكن فؤادك ولن ارحل عنه ..
لا زلت اذكر عينيك الحزينتين التي كانت تعانقني بحنان
وتهمس في روحي مختلف الألحان ,
لا زلت أرى بريق عينيك ولمعانه في وسط ذلك المكان
المعتم الذي أصبح مضيئا بنور الحب الذي اشتعل بيننا
عندما تكلمت روحينا وخرجت تحضن الواحدة منهما الأخرى. .
عندما أفكر بك تحملني مشاعري وأشواقي إليك ,
اخلد في عالمك و أتأمل محاسنك..
أراني نائم على صدرك ,
اسمع نبضات فؤادك يخبرني عن غرامك ..
أحسه يجري في عروقي ..
أراني بين يديك أتغزل بك , اصف جمالك ,
أحاكيه فتنطق مفاتنك . أراني أذوب بحنانك وعواطفك .
أراني ألبي أوامر عيونك , حينما تأسرني رموشك ,
حينما تسكرني شفاهك , حينما تتفقدني أناملك ,
حينما لا ينساك قلبي يجدك تسألين عني .
لن يحتل قلبي سواك فكيف أنساك...