يعتقد الكثير من المنظرين أن الرجل يموت في المرأة وهي حبيبة ويحبها بلطف وهي خطيبة، ويعاملها بحذر وهي زوجة.
وهناك اعتقاد سائد بأن الحب يشيخ في فترة الزواج ويموت عند إنجاب الأطفال، ويدفن بعد ذلك. فالرجل - غالباً - يحب ويتمنى أن يحب على طول.. أما نظرة المرأة إلى الحب والزواج فهي مختلفة، فالحب بكل أشكاله وصوره وقوالبه مهم بالنسبة لها ويدخل السعادة إلى قلبها مهما كانت عزباء أم مطلقة، أم متزوجة أم أرملة، فهي تحس بحاجة دائمة إلى تدفق الحب نحوها، بل تشعر بأنها محور اهتمام كل الناس خصوصاً زوجها - إن كانت متزوجة - ولا تستغني أبداً عن سماع المدح والثناء والإشادة بجمالها وروعتها وحسنها.
على عكس ما يعتقد بعض الناس بأن فترة الخطوبة، والأيام الأولى للزواج والأيام التي تسبقه هي الفترة الذهبية للحب، ثم يبدأ بعدها في الذبول، فتخبو ناره، وتبرد حرارته حتى يتلاشى شيئاً فشيئاً. فقد أثبتت دراسات حديثة أجريت على أعداد كبيرة من المتزوجين أن الحب الحقيقي لا يتراجع أبداً، بل يصمد أمام أعتى الصعوبات، وأن الحب يتعزز بعد الزواج ويبدأ فعلياً في هذه المرحلة، بل أن الكثير من الأزواج يبدؤون حياتهم الزوجية من غير سابق علاقة عاطفية، لكن سرعان ما يحفها الحب والسعادة، والاحترام المتبادل.
ومن مفهوم علم النفس يقول خبراء: إن استقرار الحب، وتناميه مبعثه الثقة المتبادلة، والرضا التام عن الشريك، والقناعة بالاختيار. وعندما تخلو الحياة الزوجية من المنغصات والمشكلات، ويسودها التفاهم التام، ويعرف كل طرف واجباته، وحقوقه تجاه الآخر، فإن الحب يكون ديدن هذه الحياة، ويتعزز وجوده في أركان الأسرة وتترسخ مفاهيمه بما ينعكس على مستقبل الأبناء، وهذا يزيد الأسرة متانة وتماسكاً وترابطاً.
وتقول خبيرة علم النفس الاجتماعي د. سهيلة حمدان: إن ما يعرف بالحب الزائف - أي الإعجاب بالمظهر، والانبهار بالكلام، هو من مظاهر الحب التي تختفي ويزول بريقها مع الاحتكاك والاختلاط بالطرف الثاني عن قرب، والإطلاع على المزيد من الخصال والعادات، وربما رؤية الآخر على حقيقته، أما الحب الصادق النابع من القلب والمرتكز على قناعات، واختيار وفق أسس ومبادئ، فهذا يحرسه الإخلاص، ويعززه الوفاء، ويزداد نمواً ومتانة بمرور الأيام، ولا تهزه رياح الاختلاف في وجهات النظر، ولا يتأثر بالأشياء البسيطة العارضة، غير أنه على كل من الزوج والزوجة ألا يركنا إلى ديمومة الحب، ويقفان موقفاً حيادياً أو سلبياً، بل أن يدرك كلاهما أن شجرة الحب تحتاج إلى سقيا دائمة، وتعهد مستمر بالعناية، وتفادي الأشياء التي تساعد على جفاف الشجرة، أو تساقط أوراقها، بحيث يكون الزوجان حريصين على استمرار عنفوان الحب، ودفء المشاعر. وما أن يكل أحد الطرفين المهمة للآخر فإنه يكون قد ساهم في تدهور الحب وتراجعه. وهذه التحوطات تحدث عادة بعد الزواج، وهذا يتيح المجال رحباً لتدارك أي مظاهر فتور قد تبدو على سطح الحياة الزوجية، أما ما تعارف عليه البعض بحب ما قبل الزواج، فإنه عرضة للمهددات الطارئة, وينبني على الكثير من الخيالات، وهو عبارة عن مشاعر مختلسة, تكون غالباً بعيدة عن أعين الرقباء، لذلك إذا أعقبها جفاء بعد الزواج فلا يمكن تحميل المسؤولية للحب في حد ذاته بقدر ما يتحملها الطرفان، والآليات والقناعات التي قام عليها ذلك الحب.
خلاصة القول: إن مقولة أن الحب يضعف أو يموت بعد الزواج ليست صحيحة، إنما المصداقية في ذلك النمط من الحب هي التي يمكن وضعها في الميزان الحساس. أما أن يبدأ الحب من الزواج، فهذا حقيقي وواقعي، وتدعمه كل حسابات وحقائق الحياة الواقعية، فغالبية الأزواج يبنون اختياراتهم للشريكة على أسس دقيقة، وكذلك أهل الزوجة يكون قبولهم بزوج ابنتهم مبنياً على حسابات ومواصفات معروفة، فعندما يلتقي الزوجان وفق هذا الاختيار الدقيق، وبموجب هذه القناعات الراسخة، فتنشأ بينهما مودة ورحمة تتنامى مع الأيام، ويزداد وهجها وبريقها، ويعيشان حياة مستقرة سعيدة هانئة، وهذا قمة الحب الذي يبحث عنه الكثيرون عبر مختلف الوسائل لكنهم يكتشفون أنهم يطاردون وهماً.. لأنهم لم يدركوا كيف وأين يوجد الحب الحقيقي!!
__________________
كم أتوقف كثيراً عند آلام الآخرين واصمت أكثر..
كم أحزن لحزنهم وأقف صامتاً لا أعرف ماذا أفعل..
ولا أدري ما سأكتب فيها وماذا سأعبر لكن اسأل الله أن لا نكون سبباً في آلام الآخرين بل شفاء" للمحرومين.. وبعضاً من حلول لمن عاش الألم ولمن يرى الألم في الآخرين ولديه هم وهمة لمساعدتهم