أوصت دراسة أجراها استشاري طب الأسرة والمجتمع ووكيل كلية الطب في جامعة الملك خالد الدكتور خالد جلبان بالتعاون مع طلاب كلية الطب في السنة الرابعة بضرورة وجود دراسات وطنية مسحية لمعرفة مدى انتشار الاعتلالات النفسية بين طالبات المرحلة الثانوية على مستوى المملكة ومعرفة أسبابها وكل ما يتعلق بها وإيجاد برنامج وطني للأطفال والمراهقين يتم تطبيقه من الجهات المعنية على كافة المستويات.
كما أكدت الدراسة على ضرورة تدريب الممارسين الصحيين والأطباء على تشخيص هذه المشكلات وعلاجها ومتابعتها والتركيز عليها في مرحلة المراهقة وعدم إغفالها أو إهمالها حتى لا تنعكس على المرضى في مرحلة الشباب أو في مراحل متأخرة من العمر.
وأظهرت الدراسة أن معظم الأطباء والممارسين الصحيين لا توجد لديهم القدرة على تشخيص بعض الأعراض المرضية من زاوية طبية نفسية، وأن البعض منهم لا يضع في الاعتبار عند تشخيص حالة المراجع أن منشأ بعض الأمراض الجسدية قد يكون نفسياً وليس عضوياً.
وشدد جلبان على ضرورة عمل دورات تعليم طبي مستمر ووضع استراتيجية موحدة مبنية على الأدلة والبراهين، وكذلك التعامل الشامل المتكامل مع هذه الحالات وعدم التركيز على الجوانب العضوية فقط، والأخذ في الاعتبار الجوانب النفسية في العلاج لهذه المرحلة.
وبين الدكتور جلبان أن أغلب الأمراض النفسية التي تظهر في مرحلة الشباب منشأها الطفولة والمراهقة، وأنه إذا ما أمكن علاجها والسيطرة على أعراضها في مرحلة الطفولة أو المراهقة، فإنه يمكن بالتالي منع حدوثها في الكبر.
وقال جلبان إن الهدف من إجراء هذه الدراسة هو تحديد مدى انتشار الاعتلالات النفسية بين طالبات المرحلة الثانوية في أبها، وهي دراسة مقطعية على الطالبات تم إجراؤها باستخدام مقياس نفسي يطلق عليه اسم (إس سي إل 90). وقد تم إجراء الدراسة على 545 طالبة يتوزعن على مختلف المدارس الثانوية في مدينة أبها.
وقد أكدت الدراسة على وجود بعض الأعراض والأمراض النفسية بنسب متفاوتة ومنها الرهاب الاجتماعي بنسبة 16،4%، والتهيؤات بنسبة 8.14%، والقلق بنسبة 14،3%، وأعراض جسدية نتيجة مشكلات نفسية "جسمونفسانية بنسبة 14،2%، والاكتئاب بنسبة 13،9%، والأفكار والشك بالآخرين بنسبة 13،8%، والعدوانية بنسبة 12،8%، والوسواس القهري بنسبة 12،3%. وأظهرت الدراسة أن الطالبات اللاتي يعانين من أعراض لمشكلات نفسية ضمن عينة الدراسة بلغت نسبتهن 13،7%. مبيناً أنه لا يوجد رابط بين الخصائص الاجتماعية للفتيات اللواتي أظهرت الدراسة إصابتهن بعوارض نفسية.
وحول هذه النسبة أفاد جلبان أن هذه النسبة تقع في المتوسط عالمياً مع أنها تعد نسبة كبيرة بالنسبة لحجم عينة الدراسة وعدد السكان في منطقة البحث. وانتقد عدم الاهتمام بالصحة النفسية بشكل عام، وبين المراهقين بشكل خاص وقلة المتخصصين في مجال الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، وضعف الاهتمام بهذا الجانب في كليات الطب والدراسات العليا للتركيز على التخصص دون النظر على الجوانب التي تؤثر على حياة الإنسان والأسرة والعمل والمجتمع.
وذكر جلبان أن الدراسة بحثت أحوال الأسرة من ناحية: معدل الدخل، الطلاق، وظيفة الأب، طبيعة عمل الأم، المستوى الدراسي للوالدين، ولم يتم إيجاد أي علاقة تربط بين تزايد هذه المشكلات وبين هذه المتغيرات. مبيناً أن العينة التي تم إجراء الدراسة عليها للطالبات هي من الفئة العمرية التي تتراوح بين 14 إلى 20 سنة.
وأضاف أن الاعتلالات النفسية وجدت بين الفئة العمرية من 14 إلى 15 سنة بنسبة 4%، ومن 16 إلى 17 سنة بنسبة 61،1%، ومن 18 إلى 20 سنه بنسبة 34،9%، وبين المتزوجات بنسبة 3،7%.
وأشار إلى أنه بالمقارنة مع الدراسات التي أجريت حول ذات الفئة العمرية للبنين والبنات على مستوى العالم والتي أكدت الاعتلالات النفسية بين طلاب وطالبات الثانوية، فإن هناك دراسات دولية شبيهة بحثت الموضوع ذاته في عدة دول، فقد أظهرت دراسات مشابهة أن هناك 63% في نيوزيلندا لديهم مشكلة نفسية واحدة على الأقل، وفي الإمارات 22،2%، وفي الولايات المتحدة 18،5%، وفي سويسرا 22،5%، وكندا 9% بين الأولاد و12% بين البنات، وفي الهند 8%، بينما بلغت النسبة في تايوان 3،20%.
وقد جمعت الدراسات الخاصة حول الاعتلالات النفسية بين المراهقين والتي أجريت في مختلف أنحاء العالم خلال الأربعين سنة الماضية في أكثر من 20 دولة في العالم، وتم نشرها في المجلة الأمريكية للصحة النفسية. وقد أكدت أن نسبة الاعتلالات النفسية للمراهقين في هذه المرحلة تتراوح بين 1 - 51% بمتوسط 16،8%، وهذا الاختلاف نتيجة لاختلاف وسيلة القياس بين الباحثين في هذا المجال.
__________________
كم أتوقف كثيراً عند آلام الآخرين واصمت أكثر..
كم أحزن لحزنهم وأقف صامتاً لا أعرف ماذا أفعل..
ولا أدري ما سأكتب فيها وماذا سأعبر لكن اسأل الله أن لا نكون سبباً في آلام الآخرين بل شفاء" للمحرومين.. وبعضاً من حلول لمن عاش الألم ولمن يرى الألم في الآخرين ولديه هم وهمة لمساعدتهم