أعاني من مشكلة غيرت حياتي أنا فتاة عمري 18 منذ أن كان عمري 16سنة ، وأنا شعرت بشعور غريب جداً ، فقد كنت أكره شيء اسمه الجنس والآن في هذا العمر أصبح يشغل حيزا كبيراً في حياتي ، حيث أنني أحببت الجنس كثيراً ودأبت علي دخول المواقع إياها .
والتحدث كثيراً عن الجنس مع صديقاتي ، وفي يوم دخلت الشات وتكلمت مع واحد مثلي يحب الجنس وقال لي أنه يريد أن يراني على الكاميرا ، في الأول رفضت ولكنه أصر وعليه فتحت الكاميرا ورآني ورأيته وقال لي اخلعي ملابسك ليرى جسمي ولحبي الشديد للجنس خلعت ملابسي وأنا لست في وعيي وقلت في نفسي لما لا أريه جسدي ، فهو لن يلمسني هو في مكان وأنا في مكان آخر .
ومر ذالك اليوم ، وبعد فترة قال لي ذالك الشاب أنه سينشر صوري العارية في النت وهنا جاءت الصدمة التي لم تكن في الحسبان وكل يوم كان يدخل ويقول لي اخلعي و إلا سأنشر صورك وفعلت واستمر ذالك الحال فترة كبيرة ، وبعد ذالك عرفت أنه من منطقتي وأراد رؤيتي ، وتقابلنا كثيراً ومارسنا الجنس أكثر من 10مرات ، وبعد فترة توفي ذلك الشاب بحادث سيارة وانتهت تلك المأساة ولكن الآن وبعد مرور سنتين على ما جرى تقدم لي شاب ميسور الحال لكن لا أدري كيف سأقول له ذلك ؟
وعلى فكرة أهلي لا يعرفون شيء عن تلك الحكاية فيهم دائما مشغولين ولا يعرفون شيء عني فأنا الآن لست عذراء ، ولي ماض لن يتقبله أي رجل فأرجو المساعدة هل أقول له إنني كنت في حالة طيش وفعلت ذلك أم لا أقول له ؟ خاصة وأنني تغيرت وأصبحت متدينة ونسيت ما سبق ، فماذا أفعل ؟ أرجو المساعدة
جيسي- تونس
هناك أصناف من البشر لا يعرفون الله إلا حال المصائب ، فقد عرفت الله وتبت إليه ولكن بعد أن أوقت نفسك في دائرة الخطر ، وقد بدأت المسالة عندك بخطأ تخيلته بسيطاً ، وغاب عنك العقل فتحول الخطأ في لحظة إلي خطيئة كبري
يا صغيرتي إن الله سبحانه وتعالي حين أمرنا بغض البصر والابتعاد عن المحرمات بكل أشكالها وصورها لم يكن من ذلك إلا لمعرفته سبحانه بالنفس البشرية وعلمه بأنها أمارة بالسوء وهو ما قد حدث معك فقد أمرتك بالسوء وانسقت ورائها ، ووقعت في الخطيئة ، والحقيقة أنني لا أتعجب موقفك كثيراً رغم صغر سنك ، فقط أتعجب موقف أهلك أين هم من كل ما وصلت إليه؟ ألم يكن لأي منهم رقابة عليك ؟
متي عرفت كل ذلك ؟ وكيف فعلت كل ذلك ؟ إنها ليست خطيئتك وحدك لكن أهلك يتحملون الجزء الأكبر منها ، فأين هم من قول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " ، أين مسئوليتهم عنك ، وأين كانوا من كل ما حدث لك ومن كل ما فعلته .
ألم ينتبه إليك أي منهم أب أو أم أو إخوة ، لماذا لم يقم أحد منهم بتوعيتك وإرشادك إلي الصواب ، لماذا لم ينبهك أحد إلي خطورة التمادي في علاقات الانترنت تلك العلاقات التي جرت عليك ويلات كثيرة ، بل تركوك وحدك في سنك الخطرة تلك ومع غول لا يرحم اسمه " النت " ، رسالتك بقدر ما هي مؤلمة وموجعة بقدر ما هي جرس إنذار مدوِ لك أب وأم يتركان أولادهم نهباً للضياع وهم في سن خطرة وخبرة هشة وعودهم أخضر مازال في طور التكوين ،
صغيرتي إن اجترار الأحزان غير مجد الآن فقد حدث ما حدث ولن يفيدك البكاء علي اللبن المسكوب ، ربما أفقت بعد فوات الأوان فعرفت أن لك رباً تتوبين إليه.
المهم أنك تبت إلي الله الذي نسأله أن تكون توبة نصوحاً ، فلا تعودي لما كنت عليه أما الشخص الآخر فلم يجدي عنه أي كلام لأنه الآن بين يدي من بيده ملكوت كل شئ وسبحان من له الدوام ،
والمشكلة الآن أن ما انكسر لديك لن يتم إصلاحه بأي وسيلة ، ولا أخفي عليك أن موقفك في غاية الحرج ، وليس من الحكمة أن تخفي عن فلن يجدي أن تخفي علي هذا الرجل حقيقة ما حدث خاصة وان الأمر لن يمكن إخفاؤه فلست عذراء ، لذا عليك أن تصارحيه فإن قبل فقد كتب الله لك حياة جديدة جزاء توبتك ، وإن لم يكن فلا تيأسي بل استمري في التوبة واطلبي من الله الستر والعون .
فقد تصادفين وقتها ساعة إجابة ويزرقك الله بزوج صالح يسترك ، الآن عليك أن تنسي الماضي بكل موبقاته ومآسيه ولا تفكري أبداً في العودة إلي هذا الطريق ، فقط فكري فيما يفيدك وينفعك ، استكملي دراستك ودعمي حياتك بصداقات وأصدقاء يأخذون بيدك نحو الطريق المستقيم ، دوامي علي أداء الفرائض من صلاة وصيام وزكاة وأكثري من النوافل وقيام الليل والاستغفار وأكثري من الدعاء فهو يرفع الضراء ويكشف البلاء ، ابدأي من الآن حياة جديدة نظيفة شريفة خالية من كل ما سبق فالمشكلة الآن ليست في قدرتك علي البدء من جديد لكن في رغبتك وإرادتك في التخلص من الماضي ومن كل آثاره وتبعاته .