سيدتي العزيزة قصتي تبدأ من بعد 12 سنه زواج من زوجة كريمة الأخلاق تحفظ وتصون بيتي واسمي وتخاف الله في كل تصرفاتها ومن ضمن قوة إيمانها اعترفت لي بأنها في أثناء طفولتها حدث لها حادث أفقدها عذريتها ، ولكونها طفلة وقتها لم تفهم ولم تعرف إلا ليلة دخلتنا مع العلم أن دخلتنا كانت في أواخر أيام دورتها الشهرية أصدقها لأني لم أرى منها مكروهاً قط طوال حياتنا ، ولكنني أشك في صدق قصتها وأخشى أن تكون اغتصبت رغماً عنها أو برغبتها وأخاف الإلحاح في معرفة الحقيقة حتى لا أفاجئ بما لا أتمناه فماذا أفعل ؟ هل أصر على معرفة الحقيقة أم أقنع نفسي ببراءتها وأصدقها .
foda- egypt
لا شك أنني أقدر معاناتك تماماً ، وفي ذات الوقت أقدر لك أيضاً امتداحك لزوجتك رغم الشك الذي يقتلك ، والهواجس التي ترفرف فوق أذنيك تمنعك النوم والراحة ، وتسلمك لحالة من عدم الاستقرار وعدم الاطمئنان أنت في غني عنها ، لقد قلت عن زوجتك إنها مثال الأخلاق وتحفظ بيته وتصون عرضك ، وهل مطلوب من كل زوجة أن تكون أكثر من ذلك ، لقد قلت إن هذه الحادثة تعرضت لها في سن الطفولة ، فكيف تحاسبها علي ما ليس لها فيه ذنب ولا حيلة لها فيه ، ولماذا تنبش في الماضي الآن وتفكر فيما ينغص عليك حياتك ويحيل نعيمها جحيماً .
إننا أحياناً ننطبق فينا قول الله سبحانه وتعالي " إن الإنسان لظلوم جهول " فحين وهبك الله النعمة تلو الأخرى كان واجب عليك أن تتجه بالشكر لواهب النعم تحمده وتشكره وتطمع في الزيادة من أكرم الأكرميين ، لكنك بدلاً من ذلك رحت تنبش في القبور تبحث عن العظام النخرة وبقايا ماض راح وانقضي ، تجري وراء أشباح لا وجود لها تفر منك وأنت تهيم علي وجهك ، وتفصلك عن عالمك الحقيقي وعن أنسك بزوجتك الرائعة المحترمة ، فيضيع جهدك سدي وتواصل الجري وراء الأشباح فلا أنت تصل إليها ولا كللت البحث .
أخي العزيز لقد وهبك الله من نعمه ما لم يهبه لكثيرين فلماذا لا تحمد الله وتشكره وتقترب من الله أكثر حامداً عابداً شاكراً لأنعمه ، لماذا تستلم لهواجس شيطانية تحرمك الراحة والهدوء وتفقدك توازنك الداخلي وتحرمك الثقة بنفسك وبزوجتك .
ألم تعش مع زوجتك 12 عاماً كانت فيهما مثالاً للزوجة المخلصة الأمينة علي زوجها ألم تشهد أنت لها بذلك ؟ أليست عشرة 12 عاماً غير كافية ليعرف الرجل زوجته تمام المعرفة ، ويتيقن من إخلاصها له ؟ وإذا لم تكن كافية فكم من العمر يكفيك لتحكم عليها بالبراءة .
مشكلتك ليست كبيرة بل لم تكن هناك مشكلة ، لكنك ضخمتها وهولتها وعززتها بمشاعرك السلبية التي سيطرت علي حياتك ، فتحولت المشكلة إلي دوامة تأخذك بداخلها لتظل تدور دون أن تصل إلي هدف أو حل ، وإن لم تفق فوراً تحولت المشكلة إلي أخطبوط له آلاف الأذرع يوشك أن يفتك بك
أخي العزيز اسمعني جيداً ، لتريح نفسك من كل هذا العذاب ، افترض أسوأ الاحتمالات وفكر بها بهدوء وعقل ، لنفترض أن زوجتك كذبت عليك .
وأنها اغتصبت برضاها لكن ذلك كان وهي صغيرة جداً ، وقد مر علي ذلك فترة طويلة ومر علي زواجك بها واختبارك لها فترة 12 سنة كانت فيها مثالاً للزوجة النقية التقية الورعة ، التي صانت زوجها وحفظت العشرة وقدرت لك جميل سترك لها فلم تخذلك ، فتابت والله يتوب علي من تاب ، ويبدل السيئات حسنات ، فلماذا تخذل أنت نفسك ، ألا يشفع لك كل ذلك لتسامحها وتطوي صفحة الماضي السيئ بكل ما فيه ، لماذا تصر علي أن تفتح علي نفسك باباً لريح عاتية أنت غير قادر علي مواجهتها .
أخي العزيز يفضل أن تغلق كل باب للشك يفتحه الشيطان عليك ، فهو يأبى أن يتركك لهدوئك ويرفض إلا أن يسلبك سلامك النفسي ، اتق الله في نفسك وفي زوجتك والله أن يخذلك أو يضيعك .