هذه الرساله قد تكون غريبة لأن الراسل هنا رجل يشكو برود زوجته وعدم استجابتها ، وقد صرحت صراحة بأنها لاترغب فى الموضوع إلا كل أسبوع أو 10 أيام ، ولو حاولت لمسها فى الأيام التى ليس لى حق فيها (أقل من أسبوع أو 10 أيام) فإنها تنهرنى بشدة فما هو الحل حاولت باستحضار أنواع من البرفانات والمكياجات ، لها وكل ماتطلبه وحتى عندما نكون معا تظل فترة طويلة حتى تنشط ، لدينا أطفال وهى تكرههم لأنهم جاءوا على غير رغبتها ، فهى كانت ترغب فى تأجيل أول طفل لتستمع بحياتها ، ولكنها حملت من أول يوم وهى لم تغفر ذلك رغم مرور أكثر من 14 عاماً .
وإذا أرادت الخروج للفسحة تهمل أولادها وتتركهم للخادمة ، والخادمه تهتم بكل شئون الأطفال حتى أنهم أصبحوا يحبون الخادمة أكثر منها ، وقد نبهتها أكثر من مرة لضرورة حسن معاملة الآطفال حتى لابنفروا منها ويلجأوا للخادمة ، ولافائدة ، والآن ماذا أفعل معها حتى شئونى أنا أصبحت 100% فى يد الخادمة... فما هو الحل إذا سألتها تقول هذا هو شأن عائلتنا كلها.
أمير - مصر
أخي الفاضل أهلاً بك ، هذه الزواية للرجال والنساء وليست قاصرة علي نوع بعينه ، المهم دعنا من ذلك ولندخل إلي مشكلتك مباشرة ، أنا أعرف أن علي الزوجة حقوق كثيرة لأن لها مزايا كثيرة خصها الله بها ، فالمرأة في تقدير الجميع هي العطاء بلا حدود هي الحنان والرقة والوداعة والطيبة ، وإذا لم تكن كذلك لصرنا أمام حالة شاذة وصورة أنانية للمرأة التي عرفناها عبر التاريخ .
واسمح لي أخي الفاضل أن أقول لك إن زوجتك لا تتحمل الخطأ وحدها بل تتحمل أنت الجزء الأكبر منه باستسلامك لأوامرها ونواهيها أسلمت لها قيادك تماماً ، وصارت هي تتحكم فيك وفي أولادك تعطي وقت ما تشاء وتمنع وقتما تشاء ، وكأنها إلهة منزهة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ، والحق أقول إن مثل هذه النماذج من النساء لا تستحق إلا أن يكون الزوج معها حازماً حاسماً لأنك إن تنازلت عن حقوقك فهذا شأنك وحدك ، لكن أن تتنازل عن حق أطفالها عليها وترضي أنت بذلك وتتركهم للخادمة تتولي شئونهم وشئونك أيضاً ، فهذا هو الشيء الذي لا يقبله عقل ولا يرضي عنه منطق ، وهنا يكون الخلل في التكوين الطبيعي للأسرة فالأسرة قوامها أب وأم وأطفال والخادمة دورها هامشي ، أما أن يكون دورها في الأسرة محوري ورئيسي نظير استهتار زوجتك ولا مبالاتها فهو الخلل بعينه ، وإن كنت أري أنك يجب أن تحاسب نفسك أولاً لتعرف أنك أخطأت بتساهلك الزائد معها فلم تعد بالنسبة لها الزوج الذي يجب أن تكون له الكلمة العليا في البيت والتنازل أخي الفاضل غالباً ما يبدأ بخطوة واحدة .
والحياة الزوجية هي تواصل وتوافق ومودة ورحمة ، لقد جعل الله الزوجة هي السكن والسكينة ، ولم يجعل الخادمة ، وجعل الجنة تحت أقدام الأمهات بفضل ما يبذلن من جهد وما يمنحن من عطاء وإلا فما قيمة الأمومة من دون كل ذلك .
والشقاء الزوجي معاناة يدفع ثمنها الكل وهي لا تقتصر علي طرف بعينه لكنها تطال الجميع ، والحقيقة أنك صبرت طويلاً علي تعاستك الزوجية ، وقد كان بإمكانك أن تعيش أنت وأسرتك أسعد الناس لو أنك تملكت زمام الأمر وردعت زوجتك وكبحت جماحها ، وعلمتها أن الحياة الزوجية ليست عبثاً ولا استهتاراً ، لكنها مسئولية والتزام وأمانة ومن لا يستطيع حملها فليتركها لمن يحملها وهو راض سعيد .
إن زوجات كثيرات حرموا من نعمة الإنجاب يتمنوا لو رزقهم الله بطفل فيعشون له وبه ويستمدون منه السعادة ويصلون به ما انقطع من أعمارهم ، أما زوجتك فقد حباها الله بنعم كثيرة وبدلاً من أن تشكر ربها تركت كل ذلك للخادمة ، وراحت تعيش حياتها العبثية .
أخي الفاضل إن حق زوجتك عليك يلزمك بنصحها وإرشادها وإعادة توجيهها وتبصيرها بحقوقك وحقوق أطفالها عليها ، مرة ومرات وإن لم تلتزم فالتهديد بأنك ستخرجها من حياتك لتبحث لأطفالك عن أم بديلة تحتويهم وتساندك ، وزوجة تقدرك وترعي شئونك ، قد تحتاج زوجتك إلي وقت طويل حتي تقبل بالتخلي عن استهتارها ، وقد تقبل وقد لا تقبل المهم ألا تكف أنت عن محاولة تغييرها مرة بالشدة ومرات باللين ، ووجه لها رسالة واضحة وصريحة أنك بحاجة إلي زوجة واطفالك بحاجة إلي أم ، والخادمة لن تكون بديلة عنها مهما فعلت ، حاول ولا تيأس ، فالهدف يستحق المحاولة ، وأنت في حاجة إلي أن تنسف نظام حياتك القديم وتبدأ من جديد فإن كان معها فخيراً وإن أبت فهناك كثيرات صالحات .