مشكلتي أنني شاب ملتزم دينياً وتزوجت من زوجة صالحة وملتزمة دينياً أيضاً وهى تحبني وأحبها على الرغم من عدم سابق أي معرفة بيننا وأنا في عملي كنت أتحدث مع زميلاتي في العمل عن الحجاب والالتزام بالصلاة وكانوا يسمعون منى لآني أسلوبي جيد فأنا حاصل على دبلوم في الدراسات الإسلامية أنا وزوجتي والمشكلة أنني أخذ برأي أنني يمكن أن أتزوج بأكثر من امرأة وحدث أن حكت لي إحدى الزميلات مشكلتها والتي لم تظهرها في العمل حيث كنا نعلم جميعا أنها آنسة ولم تتزوج ولكن أوضحت لي أنها تزوجت من إنسان وبسبب أحواله طلبت الطلاق ، ولم تدم الزيجة كثيراً ، وحدث بيننا حب فتزوجتها على الرغم من أنها أكبر منى سناً ثم دخلت في مشاكل كثيرة بسبب زوجتي الأولى وانتهى الأمر بالطلاق من زوجتي الجديدة ولكن مازالت هي تحبني وأنا أحبها ، ونحن على اتصال للاطمئنان على بعضنا ، فهل نعود أم لا مع العلم أن هنالك مشاكل أخرى حدثت مادية وخاصة بالغيرة ، حيث إنها تعمل لأن عليها ديون تسددها فماذا أفعل أنا أحبها وأشعر بأنني أريد تعويضها عما جرى لرجاء التوضيح والمشورة.
osama - مصر
أخي الفاضل أهلاً بك ، في الحقيقة ، لا أعرف ما أقوله لك ، فقناعتك أنت حر فيها ومسئول عنها ، وكونك مقتنع بالزواج بأكثر من واحدة فهذا أمر لا يعيبك ، لكن ما يعيبك هو ترددك وتذبذبك ، فأنت اقتنعت بالمبدأ عامة دون الدخول في التفاصيل ، ونسيت أن الأصل في الإسلام هو واحدة والتعدد مطلوب في حالات ضرورية ، وهذا ما حدث معك فرغم إيمانك بالفكرة ومحاولتك تطبيقها إلا أنك لم تصمد طويلاً ، وطلقتها لوجود مشكلات مادية ، رغم أن اهم شروط الزواج الثاني هو القدرة المادية التي تضمن للزوجتين حياة مادية مستقرة تعوضهما عن غياب الزوج لفترات طويلة ، وثاني مشكلة هي مشكلة الغيرة وهي مشكلة يصعب علاجها لأن الغيرة طبيعة في النفس البشرية وخاصة المرأة التي لا تقبل أن يكون لها في زوجها شريك إلا إذا كان بها ما يجعلها تقبل بهذا الأمر كأن تكون مريضة أو لا تنجب أو بها ما يمنع استكمال الحياة الطبيعية معها .
وأنت تتصور واهماً أن بإمكانك أن تحتفظ بالزوجة الأولي والبيت الهادئ المستقر وتحتفظ أيضاً بالحب وهوي القلب والنزوات الطارئة بشكل متواز ،وهو الحلم الذي يراود كل من يتزوج اثنتين ، لكن من نال من الدنيا هواه واستقراره في وقت معاً ومن جمع بين هوي القلب وميزان العقل والاستقرار في كفة واحدة ثم خلت له الدنيا من كل المنغصات وهنأت له الحياة خالية بلا متاعب .
أخي الفاضل إن زوجتين يعني أعباء إضافية مادية ونفسية ومعنوية وإن لم تكن قادراً علي تحملها فلن تستقيم الحياة ، وسيحدث الخلل ، ويفتقد الجميع الاستقرار والهدوء ، فلا تتصور أنك ستحصل علي مزايا الزواج الثاني والحب بدون أن تدفع أي ضريبة أقلها عدم الاستقرار وأكبرها خراب بيتك الأول وطلاق زوجتك ، لقد جربت الزواج الثاني والارتباط بمن تحت لكنك لم تصمد طويلاً أمام هجوم من هاجموك وسارعت بطلاق زوجتك الثانية ، فما هو الجديد الذي طرأ علي حياتك جعلك تغامر بردها إلي عصمتك مرة أخري ، هل تغيرت زوجتك واقتنعت بضرورة وجود زوجة ثانية في حياتك ؟ هل تغيرت أنت وقررت مواجهة كل من حولك وإقناعهم بفكرتك في الزواج الثاني ؟ ، هل ظروفك المادية تحسنت وصرت اكثر قدرة علي الإنفاق علي بيتين واحتواء زوجتين ؟ لا أظن أن شيئاً من ذلك قد تغير فأنت كما أنت وزوجتك كما هي لن تقبل بوجود زوجة ثانية في حياتك ، إذن ليس هناك أي جديد يجعلك تغامر وتقامر بحياتك من جديد ، وتبحث عن سعادتك حتي ولو علي حساب الآخرين لأنك جربت أول مرة ولكنك لم تصمد طويلاً أمام الضغوط المادية وتبعات الزواج الثاني ، فلتبحث عن السعادة كما شئت ولكن دون أن يكون لسعادتك ضحايا أبرياء لا ذنب لهم سوي أنك مسئول عنهم .
أحترم شعورك ورغبتك في مساندة طليقتك ، وحسن نواياك تجاهها ، لكن الطريق إلي جهنم أخي الفاضل مفروش دائماً ًبالنوايا الحسنة والنوايا الحسنة وحدها لا تكفي .
إذا لا داعي لأن تحمل نفسك أكبر من طاقتها ، وأنت في النهاية لن تستطيع أن تقدم لها ما يساعدها أو يسعدها ، بل اتركها لعل الله أن يرزقها بالزوج الصالح الذي يحمل عنها أعبائها ، ويوعضها ما حرمتها أنت منه ، وليتك توقف الاتصال بينكما للاطمئنان عليها لأنها ليست من الشرع خاصة وأنه لا يوجد بينكما أطفال فاستمرار الاتصال لن يؤدي بك وبها إلا إلي مزيد من المعاناة ، تفرغ لزوجتك الحالية وحاول أن تسعدها وتعوضها ما فاتها ، وعش حياتك في هدوء وفي حدود إمكاناتك وارض بما قسم الله لك تكن أغني الناس .